تأسس في 22 مايو 2012م

2020 عام إستثنائي في تاريخ التنس

متابعات
2020-12-29 | منذ 3 سنة

تنس

 بعد حالة من المخاوف بسبب دخان الحرائق وما يمكن أن يسببه من أضرار على صحة اللاعبين واللاعبات وكذلك الجماهير في المدرجات، انطلقت فعاليات بطولة أستراليا المفتوحة أولى بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى في الموسم، واختتمت دون مشاكل كبيرة.

لكن أحدا لم يكن يتوقع أن تلغى نحو نصف فعاليات الموسم بعد أكثر من شهرين على انطلاق منافسات التنس في 2020.

ورغم الارتباك الذي طرأ على روزنامة البطولات بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد، شهد الموسم عددا من المحطات المهمة والملامح المثيرة، كما تم تأجيل بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) ثاني بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى لتقام بعد شهور من موعدها المعتاد.

وكانت بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) هي الوحيدة من بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى في العام الحالي التي لم تقم بسبب جائحة كورونا. وقبل بداية فعاليات بطولة أستراليا المفتوحة في كانون ثان/يناير الماضي، أثيرت العديد من المخاوف والشكوك بشأن إقامة هذه النسخة في ظل معاناة عدد من اللاعبين واللاعبات من دخان حرائق الغابات في أستراليا خلال الأدوار التمهيدية التي سبقت البطولة. ومن بين الحالات الواضحة كانت اللاعبة السلوفينية دليلة ياكوبوفيتش التي جثت على ركبتيها خلال مباراتها أمام اللاعبة ستيفاني فوجل خلال الأدوار التمهيدية واضطرت للانسحاب من المباراة رغم تقدمها في النتيجة، وذلك بسبب تأثرها الشديد بدخان الحرائق. ورغم هذا، تواصلت فعاليات الأدوار التمهيدية ثم البطولة نفسها مع تراجع حدة الدخان تدريجيا حتى اعتلى الصربي نوفاك ديوكوفيتش منصة التتويج بالفوز على النمساوي دومينيك ثيم في المباراة النهائية، ليعزز الرقم القياسي المسجل باسمه في عدد الألقاب ببطولة أستراليا المفتوحة حيث توج بلقبه الثامن في هذه البطولة. وعلى مستوى منافسات السيدات في البطولة، كان اللقب من نصيب الأمريكية صوفيا كينين التي تغلبت على الإسبانية جاربيني موجوروزوا لتحرز لقبها الأول على الإطلاق في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى. لكن البداية القوية لديوكوفيتش في الموسم لم تنقذه من المشاكل التي عانى منها في وقت لاحق من الموسم بالتزامن مع جائحة كورونا التي ضربت عالم الرياضة بقوة وأجبرت منظمي مختلف البطولات في ربيع عام 2020 على إلغاء معظم هذه البطولات. ولم تسلم البطولات الكبرى من أزمة كورونا حيث اضطر منظمو رولان جاروس للتأجيل إلى وقت لاحق من العام فيما فضل منظمو ويمبلدون عدم إقامة نسخة عام 2020 في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة للتصدي للجائحة والارتباك الواضح في حركة السفر نظرا لقرارات الإغلاق العام والجزئي في العديد من دول العالم. وكان إلغاء بطولة ويمبلدون أبرز خسائر التنس في عام 2020 حيث كانت المرة الأولى التي تلغى فيها إحدى نسخ البطولة العريقة منذ الحرب العالمية الثانية. كما تأجلت فعاليات بطولة كأس ديفيز وكأس الاتحاد إلى عام 2022 بسبب الجائحة فيما لجأت بطولتا رولان جاروس وأمريكا المفتوحة (فلاشينج ميدوز) لخيار التأجيل إلى وقت لاحق من العام. وفي ظل تأجيل البطولات وتوقف نشاط التنس لنحو نصف العام، تأثرت عائدات اللاعبين واللاعبات بشكل هائل وكان الأكثر تأثرا بالطبع هم اللاعبون واللاعبات ذوي التصنيف المتوسط والمتواضع، خاصة وأن مكاسبهم المالية تقتصر عادة على مشاركتهم في البطولات والجوائز المالية التي يتقاضونها من الانتصارات في المباريات. فيما كان التأثير أقل ضررا على اللاعبين واللاعبات المصنفين في المراكز الأولى عالميا والذين يحظون بمصادر دخل متعددة بخلاف الجوائز المالية من البطولات، ومن مصادر الدخل بالطبع قيمة عقود الدعاية والإعلانات إضافة للمشروعات الخاصة لبعضهم. ولكن بعض الحملات حرصت على جمع المساعدات المالية للاعبين صغار السن وأصحاب التصنيف الضعيف للحفاظ على استمرار نسبة كبيرة منهم في عالم التنس. وبعد شهور من الارتباك والتوقف في ملاعب التنس، عادت فعاليات الموسم في آب/أغسطس الماضي ولكن أمام مدرجات خاوية من الجماهير وكذلك وسط إجراءات صحية مشددة مثل باقي الرياضات التي اعتمدت على بروتوكولات "الفقاعة الصحية" لاستئناف نشاطها. وسارت بطولتا فلاشينج ميدوز ورولان جاروس على هذا النهج. وبعد شهور من خسارته أمام ديوكوفيتش في نهائي أستراليا المفتوحة، عاد النمساوي دومينيك ثيم بقوة وتوج بلقب فلاشينج ميدوز ليكسر هيمنة الثلاثي الكبير المكون من ديوكوفيتش والإسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر على ألقاب البطولات الأربع الكبرى. وأصبح ثيم ثاني لاعب فقط يكسر هيمنة الثلاثي الكبير في هذه البطولات الكبرى منذ سنوات طويلة حيث سبقه فقط اللاعب السويسري ستانيسلاس فافرينكا في بطولة فلاشينج ميدوز في عام 2016. وأحرز ثيم في هذه البطولة لقبه الأول في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى كما أصبح أول لاعب في عصر التنس المفتوح يقلب تأخره بمجموعتين في نهائي هذه البطولة إلى فوز ثمين باللقب بعد التغلب على الألماني ألكسندر زفيريف. وحالف الحظ ثيم في هذه البطولة حيث غاب عنها نادال وفيدرر فيما ارتكب ديوكوفيتش خطأ في مباراته بالدور الرابع للبطولة أدى لاستبعاده من البطولة مبكرا وذلك بعدما قذف بالكرة لتصدم أحد حكام الخطوط ويستبعد اللاعب من البطولة طبقا للوائح التي تدين هذا التصرف رغم عدم التعمد. ولم يكن هذا سوى امتداد للمعاناة التي تعرض لها ديوكوفيتش في وسط عام 2020 حيث تعرض اللاعب قبلها بنحو شهرين لانتقادات عنيفة على تنظيمه بطولة ودية في حزيران/يونيو شهدت إصابته وعدد من اللاعبين بفيروس "كورونا" المستجد. ومع استبعاد ديوكوفيتش من الدور الرابع للبطولة، أصبحت نسخة 2020 من فلاشينج ميدوز هي أول نسخة من بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى منذ 2004 التي لا تشهد وجود الثلاثة الكبار (ديوكوفيتش وفيدرر ونادال) في دور الثمانية. وتواصلت كبوة ديوكوفيتش في 2020 بعدما خسر بثلاث مجموعات نظيفة أمام نادال في نهائي بطولة رولان جاروس ليتجمد رصيده عند 17 لقبا في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى فيما ارتفع رصيد نادال إلى 20 لقبا بالتساوي مع فيدرر صاحب الرقم القياسي. وعزز نادال الرقم القياسي المسجل باسمه في عدد مرات الفوز بلقب رولان جاروس حيث رفع رصيده إلى 13 لقبا في هذه البطولة مؤكدا استمرار هيمنته على الملاعب الرملية. وعلى مستوى السيدات، فجرت البولندية إيجا سواتيك مفاجأة من العيار الثقيل وشقت طريقها بنجاح فائق إلى منصة التتويج بعدما توجت مغامرتها في البطولة بالفوز على الأمريكية صوفيا كينين في النهائي لتحرز لقبها الأول في البطولات الأربع الكبرى. واستفادت سواتيك، 19 عاما، من غياب عدد من اللاعبات المصنفات عن فعاليات هذه النسخة بسبب المخاوف من "كورونا"، وأصبحت أصغر لاعبة تتوج بلقب رولان جاروس على مستوى السيدات منذ 1992. وفي المقابل، كانت اليابانية ناعومي أوساكا هي من انتزعت لقب فلاشينج ميدوز بعد التغلب على البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا في النهائي علما بأن أزارينكا تأهلت للنهائي بعدما حرمت الأمريكية سيرينا وليامز المصنفة الثالثة للبطولة من فرصة مثالية لمعادلة الرقم القياسي لعدد الألقاب التي تحرزها أي لاعبة في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى حيث تغلبت عليها في المربع الذهبي للبطولة. وتجمد رصيد سيرينا، التي انسحبت من مباراتها أمام البلغارية تسفيتانا بيرونكوفا في الدور الثاني لرولان جاروس، عند 23 لقب في هذه البطولات فيما لا يزال الرقم القياسي (24 لقبا) مسجلا باسم مارجريت كورت. وبهذا، شهد موسم 2020 أكثر من وجه جديد على منصة التتويج بألقاب البطولات الأربعة الكبرى وهم دومينيك ثيم على مستوى الرجال وسواتيك وكينن على مستوى السيدات. وفي البطولة الختامية (نهائي الدوري العالمي) لموسم بطولات المحترفين، قلب الروسي دانيال ميدفيديف تأخره إلى فوز ثمين على دومينيك ثيم في النهائي ليحرز أبرز لقب في مسيرته الرياضية. ورغم معاناة ديوكوفيتش في 2020، أنهى اللاعب الصربي هذا العام على صدارة التصنيف العالمي لمحترفي اللعبة لتكون المرة السادسة في مسيرته الرياضية حتى الآن التي ينهي فيها العام في صدارة التصنيف. وحل نادال ودومينيك ثيم في المركزين الثاني والثالث على الترتيب في تصنيف المحترفين مع نهاية 2020. وعلى مستوى السيدات، أنهت الأسترالية أشلي بارتي العام الحالي في صدارة محترفات التنس متقدمة على الرومانية سيمونا هاليب واليابانية أوساكا اللتين احتلتا المركزين الثاني والثالث على الترتيب.


آخر الأخبار