تأسس في 22 مايو 2012م

لماذا ترك عبد الرزاق حمد الله منتخب المغرب قبل أيام من انطلاق الكان؟

جول
2019-06-16 | منذ 5 سنة

عبدالرزاق حمدالله

فوجئ الكثير من المتابعين بقرار المهاجم المغربي "عبد الرزاق حمد الله" بترك معسكر منتخب بلاده استعداداً لكأس أمم أفريقيا والذي سينطلق يوم الجمعة المقبل الموافق 21 يونيو في مصر، خاصةً وأن التوقيت مريب للغاية والسبب كذلك بعد أن تبين لاحقاً أن مهاجم النصر السعودي لا يعاني من أي إصابات وكان جاهز فنياً بنسبة 100% للمشاركة في الكان.

قدم حمد الله موسماً استثنائياً مع العالمي قادهم فيه إلى التتويج بلقب الدوري على حساب الهلال برغم الصفقات الكثيرة التي قام بها الموج الأزرق، وكان أغلب المشاهدين وأولهم الجمهور المغربي يتشوق بقوة لمتابعة اللاعب مع أسود الأطلس في أمم أفريقيا، ولكن ثمة شئ ما حدث خلف الكواليس حال دون استمرار اللاعب مع المنتخب، في خسارة كبيرة للمنتخب المغربي الذي سيفتقد لوجود مهاجم رائع مثله بعد أن قدم بوطيب موسماً غير مرضياً مع الزمالك.

لكن كيف بدأت معاناة "عبد الرزاق حمد الله" مع المغرب، لماذا قرر ترك استعدادات الفريق لأمم أفريقيا؟ وما هي ردود الأفعال تجاه هذا الخبر المفاجئ قبيل انطلاق البطولة بأيام قليلة، هذا ما سنعرفه في هذا التقرير :

من هو عبد الرزاق حمد الله؟

أحدث ظواهر المهاجمين العرب في الدوري السعودي

كيف عانى "عبد الرزاق حمد الله" من قبل مع المنتخب؟

عبد الرزاق حمد الله هو مهاجم مغربي يبلغ من العمر 28 عاماً، يملك قدرات تهديفية من الطراز الرفيع، حيث لم يسبق له أن يسجل أقل من 15 هدفاً في الموسم الواحد مع كل الأندية التي لعب لها تقريباً مروراً بأولميبك آسفي، أوليسوند النرويجي الذي كان أغلى صفقة في تاريخه عندما انتقل له، غوانعجو الصيني، الجيش والريان القطري وأخيراً النصر السعودي.

تابع الجميع المستوى المميز للغاية الذي قدمه عبد الرزاق منذ بداية الموسم مع فريقه الحالي والذي كان سبباً في منافسته على لقب الدوري حتى تُوج به في النهاية على حساب الهلال، ولكن مع ذلك تم استبعاد اللاعب وعدم استدعاءه في التوقف الدولي الأخير في الموسم والذي كان في شهر مارس الماضي، في قرار مريب ومثير للشك حول مصير اللاعب مع المنتخب، لدرجة أثارت الشكوك حول إمكانية مشاركته بالكان

. حيث برر المدرب الفرنسي "هيرفي رينارد" عدم الاعتماد على اللاعب وتجربته مع المنتخب في المباريات الودية في التوقيت الذي استحق فيه الانضمام لهم والحصول على كامل فرصته، بأن اللاعب هو من اعتذر لأنه لديه ظروف عائلية تمنعه من التواجد في المعسكر، على الرغم أن هذا الموسم هو الأفضل في مسيرة عبد الرزاق بدليل تحطيمه لكثير من الأرقام القياسية في الدوري السعودي، فكيف استطاع اللاعب التألق هكذا وسط المشاكل؟

أم أنها أكاذيب من مدرب أسود الأطلس؟

لماذا ترك "عبد الرزاق حمد الله" معسكر المغرب قبل انطلاق الكان؟

قرر عبد الرزاق حمد الله ترك معسكر المنتخب المغربي بلا رجعة قبل أنطلاق كأس أمم أفريقيا في مصر بعدة أيام، في قرار كان مفاجئاً وغريباً لكل المتابعين الذين كانوا يرغبوا بمتابعة المهاجم الفذ في بطولة مثل الكان، وبرغم أن الاتحاد المغربي حاول تدارك الأمر وأصر أن استدعاء عبد الكريم باعدي عوضاً عنه كان بسبب إصابة عبد الرزاق في الظهر، ولكن ما حدث في مباراة جامبيا الودية يؤكد العكس تماماً.

في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع من عمر المباراة التي كان فيها أسود الأطلس متأخراً في النتيجة بهدف نظيف، احتسبت ركلة جزاء في فرصة لتعديل النتيجة، وانبرى عبد الرزاق حمد الله لتسديدها وأمسك الكرة بيديه قبل أن يأخذها منه زميله "فيصل فجر" من أجل أن يقوم هو بتنفيذ الركلة التي أضاعها في النهاية، في تصرف لم يكن مرضياً أبداً لمهاجم النصر وظهرت توابعه بوضوح في ما بعد.

حيث أشارت مصادر بعض الصحف المغربية المقربة من اللاعب، أن عبد الرزاق كان مستاءاً وبشدة من تصرفات بعض اللاعبين معه، وأن سلوكياتهم معه بها الكثير من الإهانة لشخصه لذا قرر الانسحاب تماماً من المشاركة مع المنتخب في بطولة أمم أفريقيا، خاصةً وأن رينارد-بحسب هذه التقارير- يبدو أنه فاشل تماماً في السيطرة على نجومه، بدليل ما حدث في المباراة الودية ضد منتخب جامبيا.

لم يكن هناك أسوأ من الفعل سوى رد الفعل على ما حدث، بدايةً من أكاذيب الاتحاد المغربي الذي أدعى إصابة عبد الرزاق في الظهر وهو ما قام اللاعب بنفيه جملةً وتفصيلاً من خلال نشر بعض الفيديوهات والصور له على حسابه الشخصي على انستغرام وهو يتدرب بكل قوة قاطعاً كل الشك حول عدم جاهزيته الفنية لخوض مباريات أمم أفريقيا المقبلة والتي ستقام في مصر.

مروراً بما بدر من بعض زملائه في المنتخب، حيث تعمد الثنائي فيصل فجر صاحب أزمة ركلة الجزاء في ودية جامبيا ونبيل درار الظهور في إحدى الفيديوهات والرقص على أغنية "باي باي" في محاولة لاستفزاز عبد الرزاق وإظهار مدى الارتياح بسبب تركه لمعسكر المنتخب، ثم أتبعهما المهاجم "أيوب الكعبي" -والذي لم يتم استدعائه للبطولة أساساً- بنشر صورة له في إحدى تدريبات المنتخب وهو يضحك برفقة مهدي بنعطية على مرأى ومسمع "عبد الرزاق حمد الله" مُعلقاً عليها بكلمة "سعادة"، لماذا يعد عبد الرزاق مكروهاً لهذه الدرجة؟

يملك المنتخب المغربي تاريخاً حافلاً من تمرد بعض اللاعبين، بدايةً مما حدث في 2009 في مباراة الكاميرون في الجولة الأخيرة المؤهلة لكأس العالم وأمم أفريقيا عام 2010 عندما أفصح المدرب حسن مؤمن أنه تلقى اعتذاراً من 13 اعتذاراً عن المشاركة في المباراة وهو ما اُعتبر تمرداً واضحاً من قبل اللاعبين وهو ما جعله يصرح بأن المشكلة في المنتخب المغربي لا تتعلق أبداً بالمدرب بل بروح الفريق.

ولا ننسى أيضاً ما بدر من المشاغب "عادل تاعرابت" في 2014 والذي أُتهم بالتمرد على المنتخب بسبب تجاهله لاتصالات المدرب بادو الزاكي قبل أن يتحجج شقيقه بأن اللاعب كان في اجتماعات مستمرة مع مسئولي ميلان لذا لم يتمكن من الرد على هذه المكالمات، ولكنه كرر الأمر ذاته مع المدرب رشيد الطاوسي عندما رفض ملاقاته في لندن من أجل مناقشته في بعض سلوكياته التي كانت سبباً في انحدار مسيرته بشكل رهيب، لدرجة أن اللاعب صرح لراديو مارس أنه يفضل البقاء في الدوري الإنجليزي عن المشاركة مع المنتخب!.

على غرار تاعرابت وكأن إنجلترا هي الجنة وليس الوطن مثلاً، كان مروان الشماخ أثناء تواجده في آرسنال قد رفض مقابلة رشيد الطاوسي لأنه كان منزعجاً من عدم استدعائه في أخر ثلاث مباريات لذا تحدث معه بنبرة حادة ورفض الانضمام للمنتخب، وكذلك نفس الأمر بالنسبة للاعب زكريا لبيض والذي في فترة من الفترات قرر التركيز مع فريقه سبورتينج لشبونة على اللعب للمنتخب حسبما ذكر وكيل أعماله.

وأخيراً وليس أخراً مع سفيان بوفال لاعب ساوثامبتون السابق والذي بدا متردداً في المشاركة مع المنتخب ليبلغ المدرب بادو الزاكي لعدم جاهزيته لخوض إحدى المباريات المؤهلة لأمم أفريقيا 2017، ليتم استبعاده نهائياً بعدها قبل أن يقنعه الجهاز الفني للفرنسي رينارد باللعب للمنتخب مرة آخرى، ولكنه قرر الاستغناء عن خدماته قبل أنطلاق أمم أفريقيا أيضاً.

لا يوجد أكثر من موقف عبد الرزاق حمد الله ليبين الحالة المزاجية المتقلبة وعدم الاحترافية للاعبي المغرب، والتي قطعاً كانت السبب في أن تكون نتائج المنتخب سيئة في الآونة الأخيرة "قبل مجئ رينارد" على الرغم أن التشكيلة تعج بلاعبين على أفضل مستوى ومحترفين في أفضل الأندية الأوروبية، فهل يمكن القول بأن تمرد المغاربة هو عادة وليس ظاهرة تحدث لأول مرة.


آخر الأخبار