تأسس في 22 مايو 2012م
العرب يشربون من نفس الكأس في الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم!

هل استحق العرب الهزيمة في الجولة الأولى من كأس العالم؟

جريدة اوليه
2018-06-19 | منذ 6 سنة

المنتخبات العربية

 

دار جدال بين جموع جماهير العرب المشاركة في كأس العالم حول عدم أحقية منتخباتنا في تلقى الهزيمة، وهذا أمر وارد، فالحديث بالعاطفة يجعلك ترى الأمور من منظور مختلف، أو بالأحرى قد يجعلك ترى أن مصر لا تستحق الخسارة، وأن إنجلترا خطفت فوزًا غير مستحق من تونس، خاصة أن الهزائم جات في الدقائق القاتلة وبكيفية كان بالإمكان تداركها، أما الحديث بالمنطق وحين ننحي الميول والعروبة جانبًا فيمكنك أن ترى الأمور من المنظور الصحيح!

استهلت جميع منتخباتنا العربية مشاركتها في نهائيات كأس العالم بالهزيمة، جميعها جاءت في أوقات قاتلة من المباراة بخلاف المنتخب السعودي، ولم يتمكن أي منهم من إحراز أهداف حتى الآن سوى المنتخب التونسي الذي سجل هدفًا من ركلة جزاء أمام الإنجليز، والآن لنتحدث تفصيليًا وببعض من المنطق عن الجولة الأولى للمنتخبات العربية بالتفصيل:

استهل المنتخب المصري مشاركته في كأس العالم بمواجهة أوروغواي، مباراة ظهر فيها الفراعنة بمستوى مقبول ومتوازن خاصة في الشوط الأول بالنظر إلى المباريات الأخيرة، لكن الهزيمة جاءت كالصاعقة على الجماهير المصرية خاصة وأنها في الوقت القاتل من المباراة من ضربة ثابتة، كالعادة، وهي النقطة التي فشل هيكتور كوبر في إصلاحها على الرغم من أنها المشكلة الأبرز في الدفاع المصري وأبرز نقاط الضعف، ليخسر نقطة كانت كفيلة في فرض حظوظه بقوة في التأهل للدور الثاني.

المنتخب المصري لم يقدم ما يشفع له للفوز بالمباراة، الفريق ظهر شبه عاجزًا في الحالة الهجومية، لاعبي الفراعنة بدوا في حالة ارتباك حال امتلاك الكرة في منتصف ملعب الخصم -وهو الأمر الذي لم يتكرر كثيرًا- لكنه لم يكن جديدًا أو مفاجئًا خاصة وأن أغلب المحاولات الهجومية للفراعنة في المباريات السابقة تعتمد على اجتهادات فردية وتحديدًا من محمد صلاح الذي تأثر المنتخب بغيابه والذي كان واردًا أن يلحق الضرر بأوروغواي حال جاهزيته.

بالنظر إلى سيناريو المباراة وإحصائياتها فإن المنتخب الأوروغوياني كان مسيطرًا على مجريات وأحداث المباراة بالطول والعرض، تسديدات من كل حدب وصوب على مرمى حارس الفراعنة محمد الشناوي والذي فاز بجائزة رجل المباراة -وهو دليل كافِ لا يحتاج لسيطرة وخطورة الخصم- فالأرقام كلها كانت في مصلحة "لا سيليستي" 58% كانت نسبة الاستحواذ، 15 تسديدة منها 5 على المرمى، مقابل 5 منها 3 على المرمى، 5 ركنيات مقابل 0. وفي النهاية فاز بالنقاط الثلاث الفريق الأحق!


سيناريو أسود الأطلس كان مغايرًا للمنتخب المصري تمامًا، سيطرة كاملة على أحداث المباراة أمام إيران، محاولات منذ الدقيقة الأولى، سوء حظ وتسرع وقفا عائقًا أمام تحقيق الفوز الأول، يأتي خلفهمًا قرارات المدرب هيرفي رونار الذي يتحمل جزءًا من الهزيمة غير المستحقة، لكن لم يكن ليذكره أحد في حال سجل عزيز بوحدوز الكرة في شباك الخصم وليس في شباك فريقه في آخر لحظات المباراة! ولذلك يعتبر المنتخب المغربي هو الاستثناء من المنتخبات العربية في الجولة الأولى، سيطرة تامة وصلت إلى 67% و15 تسديدة منهم 3 على مرمى الحارس الإيراني لم تكن كافية للظفر بالنقاط الثلاثة، لكن القدر كان يخبئ سيناريو أكثر سوءًا من عدم إحراز الهدف وهي طريقة خسارة المباراة بالتأكيد، لتصبح الأمور أكثر صعوبة في الجولتين القادمتين.


لحظات قليلة كانت كافية بخطغ المنتخب التونسي نقطة هامة في مشواره بالمجموعة السابعة، على الرغم من أن المباراة كادت أن تنتهي مبكرًا وبنتيجةٍ كبيرةٍ لولًا تألق معز حسن الذي قام بتصديات مذهلة على الرغم من تلقيه هدفًا قبل خروجه من المباراة للإصابة، إلا أن النتيجة ظلت على واقع التعادل بهدف لكلٍ منهما حتى آخر اللحظات، لكن كسابقها من مباريات العرب، يضغط الطرف الآخر لإدراك هدف الفوز، يغفل مدافعي تونس عن رقابة مهاجم الخصم، فما بالك أن يكون مهاجم الخصم هو هاري كين! السيناريو معروف لدى الجميع بالتأكيد، فاز الأسود الثلاثة بالنقاط كاملة في النهاية!

 

باستثاء المنتخب المغربي فإن المنتخبات العربية جميعًا استحقت الهزيمة وفاز الطرف الأفضل في المباراة قياسًا بما قدمه كل فريق، لكن يبقى الشاهد بين مصر والمغرب وتونس هو تلقى الهدف في آخر لحظات المباراة، وبنفس الكيفية، كرة ثابتة، ضربة رأسية، غفلة من المدافعين، حتى المنتخب السعودي الذي خسر بخماسية نظيفة تلقى هدفين بعد الدقيقة 90، ومنطقيًا فإن هذا ليس سوء حظ ولا محض صدفة لكن يبدو أن اللاعب العربي لا يبالي بما بعد الدقيقة الـ90!


آخر الأخبار