تأسس في 22 مايو 2012م

دريبان والنونو يخشيان من عواقب تجاهل عنصر الخبرة

الرياضي /ماتش/ علي الحملي
2012-12-01 | منذ 11 سنة




رغم أنه لا اعتراض على صرف مبلغ 24 ألف دولار شهرياً للجهاز الفني الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم الموشك على خوض بطولة غرب آسيا بالكويت قبل المشاركة السادسة في بطولة خليجي 21 بالبحرين، ولكن هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج لإجابات مقنعة على إثر متابعة ما صنفت كاختيارات يطبقها مقتنعاً المدرب البلجيكي توم خلال المراحل الاستعدادية الحالية..

إذا كان المدرب توم قد حصر الهدف المحوري في خططه بالنهج الدفاعي لتفادي الهزائم بغية تحقيق نتائج التعادل وربما الفوز مستقبلاً فما مدى ارتباط ذلك بما أقدم عليه من اختيارات خلال المعسكر الداخلي بصنعاء وكذلك في معسكر الاستعداد بالعاصمة المصرية القاهرية بالإضافة الى الاستمرار في استبعاد المهاجم علي النونو وكذلك التفريط بالمحترف علاء الصاصي.

وفي هذا الشأن عبّر الزميل معين السواري المحرر بالقسم الرياضي لقناة العربية عن اعتقاده بان توم سيكون مثله مثل المنتخب (ضحية تخبط الاتحاد) معتبراً ان الفترة الطويلة للبحث عن مدرب وعدم الإعداد المبكر جعل سينتفيت يظهر في اللحظات الأخيرة والدوري متوقف فماذا ننتظر من خيارات البلجيكي, متوقعاً انه لن يعتمد إلا على سؤال “أهل الذكر” في اتحاد اللعبة.

وواصل السواري: الغريب في الأمر هو الإفراط الكبير في التفاؤل الذي أظهره المدرب توم خلال ساعاته الأولى في صنعاء بالتصريح انه يحب صنع المعجزات الكروية وواثق من نجاحه قبل ان يقرأ الواقع على الأقل, مضيفاً لـ(ماتش): هذه التصريحات أفرحت البعض لكنها مقلقة وقد فاجأتني تلك التصريحات “المستعجلة” والمبكرة جدا إلا أني أتمنى ان يصدق الرجل فيها.

من جهته عبّر علي النونو كابتن فريق أهلي صنعاء عن حزنه الشديد من الإيغال غير المبرر دون رؤية فنية في استبعاده عن قائمة الأحمر الكبير وهو الأمر الذي اضطره لإعلان الاعتزال عن اللعب الدولي, كما أبدى استغرابه ايضاً من قرار المدرب سينتفيت باستبعاد علاء الصاصي بعذر انه مهاجم يمتلك مهارات فردية وكذلك استبعاد عدد من المتميزين بحجة قصر الطول.

وفي حين اكتفى علي النونو المستبعد بالقول انه كان الأجدر باتحاد الكرة البحث عن مدرب أجنبي يمتلك تاريخاً ومهتماً بالحفاظ عليه خلال قيادته للمنتخب اليمني, أوضح الزميل منصور الجرادي رئيس القسم الرياضي بوكالة سبأ لـ(ماتش) أن المدرب البلجيكي الذي جاء متأخراً لليمن لن يحمل الكثير من الآمال ولا يمكن أن ننتظر منه تحقيق شيء مع الأحمر الكبير في فترة وجيزة.

وبشأن التساؤل حول النهج الدفاعي لتوم, اعتبر الزميل الجرادي ذلك بمثابة عودة للعادة اليمنية القديمة وربما كان نتاجاً طبيعياً لقصر فترة الإعداد ولضعف اداء المنتخب الوطني في مباراة تجريبية خاضها بقيادة توم أمام منتخب عربي فقط، معتقداً انه من الطبيعي ان يكون الدفاع خياره الوحيد وربما يكون ذلك مبرراً منطقيا لاستبعاد علاء الصاصي رغم اختلافي معه.

كما طالب الزميل منصور الجرادي من المدرب البلجيكي إعادة حساباته بشان استبعاد رجل المرحلة علاء الصاصي قبل ان يشيد بفكرة الاعتماد على طوال القامة من اللاعبين, موضحاً بان الأحمر الكبير يعاني من هذه المشكلة ولكنها تحتاج الى دراسة وتجريب لاعبين كثر وبالتالي الاعتماد عليهم, معتقداً ان قرار المدرب توم سينتفيت باستبعاد قصار القامة سيتحمله لوحده.

وعلى ذات المنوال اشار الزميل الإعلامي الرياضي معين السواري الى ما وصفه بالتخبط الذي يظهر ايضاً على مستوى اختيارات اللاعبين, مضيفاً: “في الوقت الذي قد تختلف الآراء حول انضمام هذا اللاعب الدولي أو ذاك لكني لا أعتقد ان موضوع وجود علاء الصاصي سيكون موضوع خلاف إلا إذا كان موضوع خلاف بين كبار اتحاد العيسي والمدرب كما طرح بعض الزملاء”.

من جانبه اعتبر النجم المعتزل عصام دريبان مهاجم أهلي صنعاء والمنتخبات الوطنية قرار استبعاد علاء الصاصي بأنه خطأ فادح كون اللاعب في فورمة بدنية وذهنية وتكتيكية عالية يكتسبها من لعبه في الدورى العراقي ضمن صفوف فريق الميناء, منوهاً الى عدم صوابية تجاهل الاستفادة من معنويات الصاصي التي ستنعكس بالإيجاب على باقي اللاعبين.

غير ان ما يثير الاستغراب كان تجلى بوضوح في تصريح سينتفيت بخصوص استبعاد الصاصي، حيث قال: “شاهدته خلال مباراة عمان والنادي العراقي وهو لاعب ممتاز جداً لكنه لاعب يحب اللعب الفردي وأنا لا أحب ذلك وعندي لاعبين جيدين مثل أكرم الورافي ووحيد الخياط وهما يلعبان في نفس المركز وعلاء هو لاعب ممتاز ولكن لست بحاجته في الوقت الراهن”!!

كما رأى المحلل عصام دريبان ان خطط توم التكتيكية تذهب الى طريقة اللعب (هجوم للهجوم دفاع للدفاع وسط للوسط) وهو أسلوب للعب دفاعي معتمد على الثابت التكتيكي والبنية الجسمانية, بينما أرجع علي النونو نجاحات المدرب الكرواتي السابق ستريشكو مع اليمن في بطولة غرب آسيا الأخيرة بالأردن الى الاعتماد على خطة اللعب الأكثر انتهاجا في العالم (4 - 4 - 2).

وأوضح دريبان لـ(ماتش) بان خطط سينتفيت تعتمد التركيز على الشباب ذات اللياقة البدنية العالية للاستفادة من حماسهم والتزامهم الخططي داخل الملعب دون خلق توازن بين الخبرة والشباب للوصول لأفضل الطرق التكتيكة التي تعتمد في تنفيذها على التمركز الثابت في منطقة الدفاع ومحورين خط الوسط لإعطاء أكبر استفادة من الجانب البدني والناحية الذهنية للاعبي الأحمر.

وكرر المحلل الرياضي عصام دريبان التنويه الى ظهور سلبية في اختيارات توم من خلال تركيزه على اللاعبين الشباب ما سيفقده عنصر الخبرة رغم إبداء اهتمام خططه بصد الضغط الهجومي بتقليص فجوة المساحة بين الخطوط وضغط رجل لرجل ودفاع المنطقة والاعتماد على النهج الهجومي بهدف التعتيم على الكرات المرتدة والتصويب من بعيد والاستفادة من الكرات الثابتة.

وبعدما سبق هل نحن مع توم محقق المعجزات لمنتخبنا الوطني خلال المشاركات الخارجية المقبلة دون النظر الى مدة فترة التحضير والاستعداد التي لن تزيد عن 3 أشهر, أم ان تلك المعجزات بعيدة ولا يمكن قدومها في عهد اتحاد كروي غير مؤسسي يكتفي بمتابعة قناعات ستعكس حقيقة ذكاء أم خزعبلات في فكر المدرب البلجيكي التي ربما لن تحمد عقباها وبالعملة الصعبة.
  


آخر الأخبار