تأسس في 22 مايو 2012م

عباد والحمار مسرحية تجسد واقع الإعلام الرياضي في بلادنا.. النصابون يتكاثرون

الرياضي نت / محمد البحري
2013-10-23 | منذ 11 سنة



















مسرحية من مشهد واحد..

تبدأ أحداث المسرحية في ريف الغباوة، الهدوء يسود المكان إلا من صوت لوقع أقدام أحدهم راكضا من شيء ما وما أن يصل إلى ظلال شجرة حتى يستلقي برأسه المحشو من الداخل بخربطات الزمن ..يتضح بقليل من تسليط الضوء الخافت على ملامح البطل أنه مسترزق باسم الصحافة واسمه عباد ..


لحظات يكتسي عباد بالتوتر إثر سماعه صوتا من جوف الجبل:
الصوت: حيا الله الغبي من اللي يلاحقك أكيد هارب من نفسك مع انك ما تستحيش أصلا..
عباد يلتفت باتجاه الجبل ويقول بخوف: يا وي يا أخ طيب يا جبل من تقصد احترم نفسك وألا بسوقك منشور في الفيس بوك..
تنحدر بعض الحجار من الجبل إثر ضحكة هستيرية أطلقها جعلت عباد يتراجع للوراء بخوف شديد..
الجبل: حتى أنا بتكتب عليا ايش باتقول إني كنت حجرة صغيرة ومع الرشاوي كبرت..والا أنا سبب انتحار بعض الأغبياء أمثالك من فوقي.
 
عباد وقد ابتسم بثقة: ها الأن عرفت أنت معلم عليا من وزير الشباب والبلاطجة حقه اعترف وألا بقول انك تستلم حجار من صندوق النشء..

وهنا يتدخل حصحص وهو أحد حمير المنطقة قائلا بعد نهقة ساخرة:

حبيبي عباد وينك اطلبك من يوم بدأت تكتب في الرياضة
عباد: وأنت ما تشتي..؟ تشتي أمدحك وأقول انك حصان.. أتأدب واعرف مع من تتحاكى!
الحمار: مع من اتحاكى عاد فيها هدار صنعاني.. وبغضب يواصل الحمار اسمع أنت شوهت سمعتي وسمعة حمير المنطقة إذا أنت غبي في الإعلام الرياضي أنا ايش ذنبي يصيحوا لك يا حمار..

عباد بحنق وقد رفع إحدى يديه في وجه الحمار:احترم نفسك شوف أنا كنت مرشح امسك رئيس تحرير صحيفة الرياضة ورفضت الوزير قال بيوظفنا مكانه ااااقصد مدير مكتبه ووصي لي ناس..
أصوات باقي الحمير تتعالى في النهيق والضحك معا..
عباد وقد شعر بالحرج: ما تصدقوش لحظة باتصل والله العظيم إني ...

وقبل أن يكمل يقاطعه الحمار:
والله العظيم إنك ما تصلح رئيس تحرير لمنشور شهري في جامع اسكت قال الرياضة فكر كون قبل ما تتكلم ضحكت الحمير عليك..
عباد محاولا الظهور أكثر قوة: أهي اهي والحمار الياباني عاده الزعل لك، كما أنت ما تعرفناش أنا الآن مصنف أول باليمن بالكتابة زي نادال بالبلياردو ..
الحمار مستهزئا : نادال يلعب كرة سله يا غبي

عباد: أنا داري انه سلة بس قلت باختبرك (يبتسم الحمار بخبث)

الحمار متفاخرا : شوف يا حبوب، أنا يحملوا فوق ظهري قات من حرض للرياض بدون محد يجي معي.. أروح البئر أول يوم مع واحد.. ثاني يوم ومطلع اروح لوحدي وارجع لوحدي..
عباد مبتسما: فرح بنفسك حتى أنا أروح أجيب ماء من الدكان وارجع من نفسي وأسال أبو الدكان لو مش مصدقني..
الحمار: يا أخي أنت (ويلتفت الحمار معتذرا لبقية الحمير على مخاطبة عباد بكلمة أخي) ويواصل: يا أخي أنت لو عقلك مثلي أنك تطورت من يوم بدأت تكتب في الرياضة لكن لا تعرف تكتب خبر صحفي ولا تعرف تكتب عمود تتهبش لك تهباش ويضيف الحمار بحنق: بالله في حد يكتب وقد حضر البطولة عدد كثير من الناس وهؤلاء الوطن والذين يعمل الباطل والفاسد التي نهب..
عباد مخاطبا نفسه (ذا حمار وألا مراجع لغوي مسحور ايش عرفه) وبحركة مراوغة يخاطب الحمار: وايش عاد فائدة المصححين في الصحف
الحمار: المصحح يراجع لك كلمة كلمتين مش يرجع يكتب لك الخبر باسمك استحي يا خريج الإعلام
ويكمل الحمار: شوف لك عمل وأكل لقمة حلال مثلي مش تنهب نص مليون ريال وتعمل بطولة للشهداء قلي عاد في شهيد يلعب..
عباد وكأنه قد وجد مخرجا: ايوة مش الشهداء أحياء
الحمار بأسى : أحياء عند ربهم .. مش في جيبك وين وديت فلوس البطولة اللي نصبتها من وزارة الشباب..
عباد: وأنت ما دخلك ما سالونيش في الصندوق تسالنأ أنت..
الحمار فاهما: أه اعتقد أنك اتعالجت بها من الضربة اللي ساقوك بها في النادي ..
الحمير بصوت واحد (أوووووووووووووووه لبجوه )

عباد مدافعا عن نفسه: الصحفي اللي يكتب كلمة الحق هو اللي يتلطم وأنا فخور باللطم اللي حصلتوه
الحمار: اللي يسمعك يقول جيفارا.. تخرط على الناس.. كل الناس ينتقدوا ليش ما اتلطموا مثلك وألا تحب أذكرك ليش لبجوك ..

عباد بغباء ودون تركيز وبتوتر واضح : أنا أتحداك تدري محد عارف إلا أنا ويتحسس بيده مكان اللطم..
الحمار: يا حبوب أنت ضربوك لأنك كنت تشتي تسمسر لاعبين للنادي وتترزق من ظهر التعاقدات حق اللاعبين بالصميل مع انك مسئول إغبائي قصدي إعلامي مالك علاقة بتعاقد الإدارة مع أي لاعب..

عباد متراجعا للوراء وقد بدت عليه علامات الذهول : ايش دريك ثم يستدرك قصدي من قلك اااانا اااانا
الحمار مكملا: أنت وديت الفريق بستين داهية بسبب غباءك معش عارف تقيم فريقك بالدوري وبعدين أنت كنت تقول أنرئيس النادي بلطجي من المؤتمر ورجعت له لاتحت رجله الله يلعن الفلوس ..يا أخي اتغذي لك على العشب مثلنا أكرم لك..

عباد متسائلا: وينه العشب

بقية الحمير تصيح بصوت غاضب: حتى العشب حقنا باتقرطه

الحمار: حرام عليك خليهم يصيحوا لك باسم حيوان ثاني ايش ذنبنا تظلمنا معك ؟
عباد: مله مش بيدي قد أنا الطش بعض مواضيع على الناس ويفضحونا..

الحمار: الله يلطشك شفت انت متعمد تشوه بسمعتنا ..

 ويلتفت الحمار لباقي الحمير ويقول: تعالوا مكانه غبي مافهمش فهموه أنتم ويبدأ زحف الحمير باتجاه عباد الذي يقوم بفتح الجريدة على أحد أخباره الغبية وهنا يتراجع الحمير للوراء خوفا من قراءة الخبر وينجو عباد بنفسه..


ليظل إعلامنا الرياضي بابا مفتوحا لمن نظلم الحمير بمقارنتنا بهم.. للشحاتين اللصوص.. الذين لا يملكون من الموهبة إلا فن النصب..


كل إعلامي شحات من يتعاطف معه هو مثله لا يقل وساخة عنه..الصحافة شرف للكلمة وعفة نفس وعزة قلم.. وموهبة ..



آخر الأخبار