تأسس في 22 مايو 2012م
أنفلونزا جنون التشهير (1)
2014-02-26 | منذ 10 سنة    قراءة: 3797
 عبد الكريم مفضل
عبد الكريم مفضل

يدرك الجميع جيدا أن كتاباتي لم تجامل أو تهادن يوماً قيادياً أو مسئولاً في الهيئات الشبابية والرياضية فأنا لست من حملة مشاعل البخور، بل كنت دوماً من المنبوذين الذين قاسوا مالم يقاسية أحد، ولذا لا تستغربوا لو قلت للداني والقاصي أن أفضل وزير تقلد حقيبة الشباب والرياضة ؟! هو الشاب معمر مطهر الأرياني.

فأنا لم استغرب يوماً من ارتفاع وتيرة حملات التشويه والضرب تحت الحزام، التي تعرض لها الوزير وقيادات وزارته والصندوق، فهي ضريبة النجاح لكون الشجرة المثمرة دوماً تقذف بالحجارة، وهي أيضاً نتاج الاختراع "الكوندرايزي" الأمريكي المعروف باسم "الفوضى الخلاقة" التي جعلت البلاد عند البعض مجرد قطعة كيك قابلة للهبر وهي أيضاً أسلوب احترافي لبعض المتطفلين الباحثين إلي لفت الأنظار إليهم لعلهم يشغلون حيزاً من الفراغ وهي أيضاً نتيجة لحالة التذمر الشعبي الذي أصاب شتي مجالات حياة العمل المؤسسي للدولة بالشلل نتيجة التجاذبات والصراعات الحزبية.

لكن علينا أن نكون منصفين ونتذكر جيداً أن الأرياني الشاب جاء للوزارة عقب "ثورة الشباب السلمية" ومؤسسات الدولة مفلسة وخارجة عن نطاق التغطية، والوزارة متهالكة الأضلاع, وصندوقها مستدين قرابة الأربعة مليار ريال, وهيئاتها فاقدة للشرعية نتيجة عجز القائمين عليها في عهد السلم عن إجراء الانتخابات، يومها نصحت الوزير معمر برفض المنصب لكون الوزارة يومها تحتاج إلي معجزة أسطورية لانتشالها من وحل المستنقع الوسخ الذي وصلت إليه، وقلت له يومها التركة ثقيلة يا معمر .. فرد عليا أن الواجب الوطني في هذه الظروف لا تترك له مجلاً للتراجع، عندها عقد الوزير اجتماع بالموظفين ووعدهم بأشياء تهرب منها السلف ولم يجرؤا أحداً للتلميح لها أيام العز لصعوبة تنفيذها, منها الانتخابات الرياضية، وإنشاء هيئة تحكيم رياضي، ورفع حوافز الموظفين، والترقيات للموظفين الذين حرم بعضهم منها لعشرين سنة، وتأهيل الموظفين، وحل مشكلة المتعاقدين، والتأمين الصحي وزيادة موارد الصندوق ومخصصات الأندية والاتحادات. حينها ظننت أن ما قاله الوزير مجرد حماسة شاب متهور.

ومع مرور الأيام خابت ظنوني ونفذ الأرياني الشاب كل وعوده بعزيمة وثقة كبيرة. ولهذا الوزير الشاب معمر أفضل من تقلد الوزارة من وجهة نظري ويستحق منا التكريم والإشادة لا التشهير. علي الأقل فقد نجح في الحفاظ علي بقاء الوزارة، بعد أن كان أكثر المتفائلين يري أن انهيارها وتحولها إلي مجلس أعلي أو مؤسسة مجرد وقت، فما بالكم بكل ما تحقق للوزارة في عهده.


نعم نحن بشر نختلف وتتصادم المصالح والرؤى، لكن ما يحز في النفس أن تصل تلك الحملات إلي درجة الجنون الشمشوني أما الابتزاز أو فليقع المعبد علي رؤوس الجميع. فقد سألني أحد المتطفلين مادام أن معمر الأفضل لماذا كثر ناقدوه ولماذا كثرت الاعتصامات والاحتجاجات ضده بينما لم تحدث في عهد الوزراء السابقين ؟!! فقصصت له الواقعة التي أراد أحد المناوئين لحكم الإمام علي (ك) التقليل من شأنه حين سأله : لماذا كثر الخارجين من المسلمين علي ولايتك ولم يخرج أحداً علي ولاية أبوبكر (ر) وعمر (ر) ؟! فرد علية الإمام علي (ك) : أبابكر وعمر حكموا أناس أمثالي، أما أنا فأنني أحكم أناس أمثالك.


[email protected]



مقالات أخرى للكاتب

  • شر البلية مايضحك أم مايبكي
  • فرسان العالم.. بلا اهتمام..!
  • للشيخ شمشون..!

  • التعليقات

    إضافة تعليق